لن* يفرقنا* رابح* سعدان*!
لا يزال الشارع الرياضي والوسط الإعلامي عندنا منقسما بين مؤيد ومعارض لاستمرار رابح سعدان على رأس المنتخب رغم قرار الفاف بتجديد الثقة في الرجل، ولا يزال البعض يصنفنا بين من هم مع الرجل ومن هم ضده، وكأن الأمر يتعلق بتأييد أو معارضة رجل سياسي أو مشروع مجتمع، وهو الأمر الذي يذكرنا بالانقسامات التي عاشتها الجزائر عبر التاريخ بين تقدمي ورجعي وإسلامي وشيوعي وعربي وبربري ومعرب وفرانكفوني، وهو الأمر الذي نلمسه كذلك في بعض الكتابات الصحفية، والتعاليق والآراء التي يبديها ويتداولها رجل الشارع بطريقة تنذر بشرخ عميق لسنا بحاجة* إليه* بقدر* ما* نحن* بحاجة* إلى* مزيد* من* الاستقرار* والهدوء* والتركيز* على* تثمين* المكتسبات* وتصحيح* الأخطاء،* وكم* هي* كثيرة*..
*
ورغم أن المنتخب جمع كل الجزائريين ولملم الجراح وما فرقته المحن، وبعث فينا الروح التي كانت تنقصنا ومنحنا ما لم يقدر عليه أحد، إلا أن البعض يريد أن يصنفنا إلى طائفتين معارضة ومؤيدة لسعدان، وكل واحدة تترقب الفرصة للتأكيد على أنها كانت على صواب بدعمها أو معارضتها* لاستمرار* سعدان* على* رأس* الخضر* حتى* ولو* كان* ذلك* على* حساب* المنتخب،* وعلى* حساب* مشاعر* الجماهير،* وحتى* ولو* كان* على* حساب* المكسب* الوطني* الكبير* الذي* حققته* الجزائر* من* خلال* منتخبها* لكرة* القدم*.
*
من هم ضد استمرار سعدان مع الخضر لسبب أو لآخر سيتربصون بالرجل ابتداء من الخرجة الودية المقبلة أمام الغابون، وها هم يتوقعون رد فعل سلبي للجماهير التي ستعبر عن عدم رضاها على بقاء سعدان مع الخضر، ووصلوا إلى حد توقع فشل الرجل في تحقيق الأهداف المسطرة وقيادتنا إلى نهائي كأس أمم إفريقيا 2012، حتى أن سعدان الذي كان ينوي تدعيم المنتخب ببعض اللاعبين المحليين وإعطاءهم الفرصة، اكتفى بإعادة استدعاء زياية دون غيره وتجديد الثقة في بقية اللاعبين، خوفا من التعثر في المباراة الودية ومن غضب بعض الجماهير التي فقدت ثقتها في الرجل* بسبب* الزوبعة* التي* أثيرت* منذ* المونديال* الأخير*.
*
الجبهة المعارضة لسعدان التي تشكلت بفعل فاعل بعد المونديال كان يمكن أن يكون لها مفعول إيجابي لخدمة المنتخب وتنوير الجماهير العريضة لو ابتعدت عن الأنانية والذاتية والحقد وكانت أكثر موضوعية، لأن سعدان لم يكن معصوما واختياراته لم تكن كلها صائبة، والرجل بدوره يدرك* جيدا* بأنه* أخطأ* في* بعض* اختياراته* وعليه* أن* يعيد* بعض* حساباته*.
*
أما من وقفوا مع سعدان وضرورة تجديد الثقة في شخصه لسبب أو لأخر أيضا، سيجدون أنفسهم في قفص الاتهام في حالة أي تعثر، وسيصنفون ضمن خانة من لهم مصالح مع الرجل أو مع الاتحادية، وضمن فئة من يخافون التغيير، و.. و..
*
صحيح أن بعض من اصطفوا مع سعدان لم يفعلوا ذلك عن قناعة بقدر ما وقفوا إلى جانبه لحاجة في نفس يعقوب، وبعض من كانوا ضده فعلوا ذلك لغاية أخرى، ولكن الانقسام الذي حصل سيكون له انعكاس سلبي على كامل الأسرة الكروية عندنا، وقد يكون موعد أول رد فعل سلبي ابتداء من المباراة الودية المقبلة التي قد يضطر إثرها سعدان إلى إعادة النظر في حساباته والتزاماته مع الفاف، وقد يقرر عدم مواصلة المشوار إذا تأكد بأنه سيكون عامل تفرقة بيننا وإذا لاحظ بأنه غير مرغوب فيه..
*
سعدان وبعض اللاعبين أيضا سيسكنهم الشك ويفقدون الكثير من الثقة التي اكتسبوها، وقد يفقدون الثقة حتى في بعضهم البعض بعد الجدل الذي أثير، وقد تطفو إلى السطح انقسامات بين اللاعبين حول المدرب الوطني وينعكس ذلك على أدائهم ومعنوياتهم، حتى أن بعض اللاعبين تم إقحامهم* في* نقاش* لا* يعنيهم* وصاروا* هم* أيضا* مصنفين* بين* معارض* ومؤيد* لاستمرار* المدرب* مع* المنتخب*.
*
أما الفئة الثالثة من الناس التي لم تتموقع وليست مع أو ضد بقاء الرجل لأنها تحترم قرارات المسؤولين وتعتبره أمرا لا يعنيها، فإنها لا تريد أن يفرقها اسم المدرب مهما كان،لأن الجزائر أكبر من أن يفرقها سعدان أو غيره وأكبر من أن تبقى حبيسة جدل عقيم، والمنتخب هو الوحيد الذي جمعنا ووحدنا وبعث فينا الأمل دون أن يعني ذلك بأننا راضون على كل شيء وبأن سعدان هو أحسن مدرب في العالم ومنتخبنا هو الأفضل، ودون أن يعني ذلك بأننا ضد حرية الجميع في التفكير والتعبير وإبداء الآراء في المدرب والمنتخب ولكن رابح سعدان لن يفرقنا..